ماذا افعل ؟ سؤال طرحه عليا من المتنصر ماهر الجوهرى وهو فى حالة حيرة ودهشة وبقلب امتلاء بالحزن بعدما تم سحب جواز السفر الخاص به هو وابنته دينا وتم منعهما من السفر . صمت لحظة ونظر فى الفراغ وهو يراجع كل ما حدث معه طول سنين عمرة ؛ ثم اخذ يسترسل وهو يقول :
هل اخطات منذ خمسة وثلاثون عام حينما قررت ان افكر فيما اعتقد ؟ هل اخطأت حينما قررت ان اعتقد فى دين غير دين ابائي ؟ انا فعلا صدقت الدين الذى اعتقدت فيه شعرت انه الصواب والحقيقة لم افكر لحظة انني سوف اهان ويهدر دمى من احبائي لمجرد انى استخدمت عقلي الذى منحنى اية اللة ذاته ؛ماذا يعنى هذا العقل وما الحكمه من وجوده ان لم استخدمه ؟
صمت لحظة وامتلاءات عينها بالدموع وهو يقول خسرت اهلى وعشيرتي اصدقائي وزملائي ومع ذلك لم انطق ببنت شفة ......
ثم نظر الى ابنته دينا بنت الخمسة عشرة عام وهى نائمة بجواره فى سيارة ليضمه لصدرة وكأنها بيها يحتمى ويقول هذة فقد هي من بقيت من احبائي .فأخذ نفس عميق وطرده وهو يقول :
طردوني حاولوا قتلى اصبحت مطارد من جهاز امن الدولة لانى قررت ان اصبح مسيحي الديانة ؛ ولانى انسان فتملكني الخوف طارة والسخط طارة .
فجلست مع نفسى فوجدت انه لا حل ألا المواجه مع كل المجتمع فقرت ان اطلب حقي القانوني هذا الحق الذى اعطى لى من خلال الدستور والقوانين المختلفة فكان الحكم الصادر فى دعوى صفعة شديدة على وجهي ووجه كل من هم فى مثل وضعي وظروفي .
قلت اذن ان كنت لم اخذ حقي ولان امارس عقيدتي فى بلدي اذن اذهب الى اى مكان اخر يحترم فيه ادميتي وكونى انسان حر؛
فكرة فى هذا وانا مطرد ومجبر ورضيت .
وحينما حاولت السفر منعوني واهانوني هدرت كرمتي فقدت انسانيتي خلال ثلاث ساعات مئات المرات وانا فى المطار من اكبر رتبة الى اصغرها . ثم صمت ماهر الجوهري وهو ينظر الى ابنته النائمة بجوارة ونزل من عينها وفى غفلة منه خطين من دموعه مسحهما بسرعة ولكن لم يستطع ان يمحى حتى نصف الحزن الذى امتلى بيه قلبه وعينه ؛ ثم نظر فى عيني وهو يقول
ماذا افعل ؟
وأنا ايضا اسئل متى تحل مشاكل المتحولون دينيا فى مصر متى يترك لكل انسان الحق فى حرية العقيدة فانا اثق ان بداخل مصر حالات كثيرة جدا مثل ماهر الجوهرى الحى بالجسد ولكنه قد مات ادبيا وبفعل فاعل هو الحكومة المصرية
سعيد فايز المحامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق